عاشق مصر المدير العام
عدد الرسائل : 823 العمر : 72 الوظيفه : المزاج : نشاط العضو : رسائل قصيره : أهلا وسهلا بكم فى منتدانا الوليد شاركونا النجاح نقاط التميز : 647 السٌّمعَة : 2 نقاط : 50 تاريخ التسجيل : 12/08/2008
| موضوع: لن ننساك يابو عدي الأربعاء ديسمبر 17, 2008 9:20 pm | |
|
| | <table cellSpacing=1 cellPadding=1 align=left border=0><tr><td></TD></TR></TABLE> في مثل هذه الأيام.. وبينما كان المسلمون في كل أرجاء الأرض ينتظرون لحظة الاحتفال بعيد الأضحي المبارك.. وقبل عامين من الآن.. اختار بوش وزمرته من القتلة والمجرمين والعملاء والمأجورين أن ينحروا الشهيد البطل صدام حسين في مشهد أسطوري عكس فيه الرئيس الشرعي للعراق آنذاك بسالة العروبة، وصمود القائد الفذ في مواجهة شانقيه وجلاديه. كانت رسالتهم لنا تكشف حقيقة أهدافهم، وتعبر عن مكنون حقدهم ضد أمتنا.. وتبين للجميع أن اختيار لحظة الإعدام والشنق في صبيحة يوم عيد الأضحي المبارك هو رسالة للمسلمين جميعا.. لا يخفي مغزاها، ولا أهدافها.. فقد أراد بوش وزمرته أن يبعث برسالته الدامية والحاقدة إلي المسلمين في أنحاء العالم بأنهم ليسوا أكثر من أضحيات.. يتم نحرهم ك'الخرفان'.. وهو تعبير عن مفهوم سياسي وأيديولوجي تمكن من عقل رئيس دولة الشر في العالم وعصابته من المحافظين الجدد، الذين ارتكبوا أبشع الجرائم في تاريخ الإنسانية حين غزوا أرض العراق الشقيق دون مبرر أو سند قانوني، وأوغلوا في القتل والدمار حتي حولوا أرض الرافدين إلي نهر من الدماء، وحولوا مباني العراق ومؤسساته إلي أطلال ينعق فيها البوم. صدام البطل الذي رفض الاستسلام، أو مغادرة العراق، وقدم ولديه عدي وقصي وحفيده مصطفي شهداء علي درب تحرير العراق كان النموذج الحي للقائد العربي الذي يرفض أن يبيع وطنه للمحتل برغم كل المخاطر التي أحاطت به، والعروض التي قدمت له.. ولكن صدام البطل أبي وظل علي عهده كما كان.. قائدا فذا، ومناضلا تاريخيا، وعربيا أصيلا أكد في وقفته شهامة المواطن والمجاهد الذي ينحاز دوما إلي أمته ويرفض التفريط في سيادة وطنه وبلده.. وظل حتي الرمق الأخير من حياته رافضا الاعتراف بشرعية المحتل.. أغدقوا عليه بالوعود والتهديدات.. علي أن يوجه مجرد نداء إلي المقاومة العراقية الباسلة للكف عن عملياتها ضد المحتل في مقابل توفير حياة كريمة له.. غير أنه أبلغ 'دونالد رامسفيلد' وزير الدفاع الأسبق رفضه لكل العروض الأمريكية وصموده في موقع الدفاع عن العراق الباسل برجاله. وبقدر الجرح الذي أصاب كل الشرفاء في أمة العرب والمسلمين من هذا العمل البربري الأمريكي حين اقتادوا الرئيس الشهيد فجر يوم عيد الأضحي ليشنقوه في مشهدي بالغ الدلالة، سوف يظل عالقا بالأذهان مدي الحياة.. وترويه الأجيال وتتناقله.. بقدر ما كان إعدامه وشنقه حافزا للمقاومة العراقية لأن تزيد من ضرباتها للمحتل، وتواصل تحديها للعملاء.. وتربك كل حساباتهم حتي فشلت جميع العمليات السياسية التي أرادها المحتل عبر عملائه بعد أن سقطت كل شعارات الديمقراطية الزائفة، والحرية الكاذبة والمخادعة. وهكذا.. تأتي الذكري الثانية لاستشهاد البطل صدام حسين ليقع الرئيس الأمريكي المهزوم جورج بوش في أكبر أخطائه حين يعترف ويختار المناسبة.. مناسبة إعدام الشهيد البطل ليقر بأن غزو العراق كان خطأ ويلقي بالمسئولية علي رجاله وحلفائه الذين قدموا إليه المعلومات المغلوطة التي أدت إلي الكارثة علي أرض الرافدين. اعترف بوش في حديث تليفزيوني أجراه الأسبوع الماضي مع برنامج 'World News tonight' بشبكة 'ABC' بفشل رجال مخابراته في جمع معلومات دقيقة عن أسلحة الدمار الشامل التي سبق له الزعم أن الرئيس العراقي الراحل صدام حسين كان يمتلكها، ثم زاد علي ذلك فألقي بجزء من المسئولية علي من هم خارج إدارته ملمحا بذلك إلي أطراف دولية وعربية شاركت في صناعة الوهم النووي العراقي. لقد احترف بوش صناعة الأكاذيب هو وأركان إدارته من المتطرفين والمهووسين بسفك دماء العرب والمسلمين.. وقد تكشفت مرارا العديد من تلك الأكاذيب ومن بينها وهم ارتباط النظام العراقي السابق بتنظيم القاعدة بقيادة أسامة بن لادن، وصدور تقارير تفند كل ما ادعاه بوش وتشيني وكولن باول ورامسفيلد وكونداليزا رايس وغيرهم.. ولكن السؤال ماذا بعد قتل وتشريد نحو خمسة ملايين عراقي وتدمير وطن بكامله وحضارة تضرب بأطنابها في عمق التاريخ وسرقة ونهب ثروات شعب لم يرتكب جرما أو إثما.. وكل جريرته أنه دفع حماقة إدارة كاذبة وشريرة سكنت البيت الأبيض طوال الثماني سنوات الماضية؟ صحيح أن بوش حصد ثمار سياسته الكاذبة بسقوط حزبه الجمهوري ومرشحه جون ماكين في الانتخابات الرئاسية والنيابية الأخيرة.. ولكن جميع أركان إدارته متهمون أمام الدنيا بأسرها بارتكاب أبشع جرائم الحرب.. وهو ما يستدعي طلب محاكمتهم أمام محكمة دولية تعقد خصيصا لمعاقبتهم علي ما ارتكبوه من جرائم في حق العراق والإنسانية. ذكراك لن تمحي يا أبا عدي.. فشهادتك كانت عنوانا علي صمود المناضل العربي.. والفارس الأصيل الذي أثبتت الأيام صدق مواقفه.. وعرٌت أعداءه وخصومه، وهوت بالعملاء إلي الحضيض.. فرحمة الله عليك يا شهيد الأمة.. وعهدا أن نتذكرك ما بقينا.. فوقفة العز التي وقفتها في مواجهة الاحتلال ويوم استشهادك هي لحظة فخر لكل عربي أصيل يدرك حقيقة دوره ورسالته.. رحمك الله يا أبا عدي.
|
| |
|