السلام عليكم
ودي اليوم نسافر بعيد شوي
قصة مختصرة عن ملك (الريقي) بوب مارلي
"كانت الموسيقى في نظري ولا زالت هي الحرية.. أغني لأشعر أني مازلت علي قيد الحياة.. أغني لأعلم الناس كيف يصنعون ثورة وكيف يرفضون أن يكونوا عبيدا لبشر مثلهم"
إنها كلمات أيقونة جامايكا - ملك موسيقى الريغي - بوب مارلي .
في السادس من فبراير 1945 ولد روبرت نيستا مارلي لأم سوداء جمايكية في الثامنة عشرة وأب في العقد الخمسين من عمره - بريطاني أبيض - وأبت الجينات السوداء إلا أن تكون الغالبة قاهرة لعنصرية البريطاني الأبيض .
هجر والده أمه قبل أن يكمل عامه الأول ، ليكمل حياته في أزقة فقيرة ببلدته احترف بها قراءة الكف كمحاولة لكسب الرزق والبقاء على قيد الحياة هو وأمه .
.. الأسئلة في ذهنه كثيرة ، لكن لا إجابة والفقر المدقع هو الهمّ الأول . عام 1961 تعرف بوب إلى شبان احترف معهم التسكع والصعلكة وأخذوا معاً يخترعون رويداً رويداً لونهم الموسيقي الخاص بغنائهم في المناسبات والأماكن العامة وتأليف أعمالهم الخاصة : موسيقى الريغي .
الريغي كمفردة كلمة اسبانية تعني " ملوك الموسيقى " ، ربما لم تتوج تلك الكلمة بوب مارلي وأصدقائه على عرض الموسيقى لاتساعه ، إلاّ أنه بالتأكيد ومن خلال اعتباره " أفضل كاتب للأغاني " أصبح ملكاً لأغاني الحرية والتقدم .. كانت الموسيقى في عينيّ بوب مارلي المطرقة التي يحطم بها قيد همومه العالمية , وسبيلاً لتدريس الناس ألف باء الحرية !
بعيداً عن بداياته في الموسيقى ، كان بوب مارلي متزوجاً من رفيقته في العمل الموسيقي " ريتا " . أنجب من ريتا 4 أولاد شرعيين ورثوا عنه الموهبة الموسيقية وشكلوا فريقهم العائلي الخاص . لمارلي 7 أولاد خارج اطار زواجه ، حيث عرف بتعدد علاقاته بعلم زوجته ، ومما جاء على لسان هذه الأخيرة أنه كان يحضرهم ليتربوا على يد زوجته ريتا !
بالعودة إلى مسيرته الفنية . بينما كان بوب مارلي يصعد لعرش الموسيقى في أفريقيا وبلاد الإنسان الأسود كان يشعر بالحاجة لمدّ هذا الجسر الموسيقي إلى البيض رمز العنصرية في بلاده . أخيراً واتته الفرصة مع موسيقي بريطاني كتب وغنى له عمله I Shot the sheriff الذي يعالج التحكم بمصائر شعوب العالم الثالث . فجّر هذا العمل بوب مارلي كقنبلة سيمتدّ أثرها ، تحوّل إلى أيقونة يدمنها الشباب : أسلوب حياة ، صور على الملابس ، طريقة غناء ، وحتى تسريحة الشعر " شعر الأسد " .
لكن أشهر أعمال بوب مارلي على الإطلاق No Woman No Cry الذي أوصل اسمه لأبعد الحدود . بعيد ذلك أحسّ بوب مارلي بقرب لحظة نهاية رحلته فغنى لأصدقائه everything is gonna be alright . لم يخب الحدس ، شوكة أصابت قدمه بينما هو يلعب كرة القدم تسببت له بورم وجب بتر الطرف المصاب به ، لكن معتقداته الدينية منعته عن البتر فأخذ يتغلب على آلامه بتدخين " الماريغوانا " والتي هي في اعتبار دينه " الراستا " وسيلة للتوحد مع الله .
قبل وفاته بشهر قلّد وساماً رفيعاً من بلاده . وفي الحادي عشر من مايو 1981 توفي بإحدى مستشفيات فلوريدا عن 36 عاماً .