أنا والنهر
غرفة في نهاية الممر ، من قصرنا الفخم من الكبر .. تحيطه غابة خضراء ، يخترقها نهر نسمع منه خرير ماء .
أنظر من شرفتي الى الاجواء .. لأرى أبي بين الزهور جالسا يقراء كتاب عن حواء
وأنا في حالة قلق وانزواء ، أتامل غرفتي في هدئة الليل وعلى خرير النهر .
لأرى حبيبي في نورِ القمرِ ، جلستُ على كرسي أناملي تداعب البيانو القديم .
وقلبي ينتظر منه رساله غرام فيها صورة الاحلام ، لأنه يراني من بُعدهِ الحزين أنه في حالة أحتضار .
حيث مرت عليه وعليّ كأنها دهر .. فمن غربته عني أنقهر ، فسالت نفسي والنهر ..
حين مشيت اليه وسط الممر لأخترق غابة مملوءة بالخطر .
سالت النهر : هل حبيبي من هنا مـَرّ ؟؟؟
فأجابني :ومن هو حبيبكِ يا قمر ؟؟؟
قلت له : هو من كان كل ليله ينتظر .. هو من كان يتأمل القدر ..
ويراكِ بعيونهِ كل السهر .. وفي مساءه يكمل السمر ..
نعم يا قمر .... هنا آلآف الاحبه يتسامرون الفجر .. والسحر . هو وحده من بينهم فكرهُ المنتصر ..
فقلت له : يا نهر .. ولكن حبيبي هو ليس ككل البشر ؟؟؟
هو أنسان من بقايا البشر ،،، قلبه حنين كالنهر ،،، وعيونه كموج البحر .
هو من علمني الحب وقوة الصبر ،،، وقانونه لايخضع الى امر ،،، .
فزاد حبي له وانتصر ،، في ليالي البرد من خريف العمر ،،، ونبتت في بيداء قلبي روح الامل ..
فزرع طريقي بالحب والشجر ،،، هو من حصد كل الورد ،،، ومات الشوك من بين الزهر .
وملأ دنياي حبورا وغناءا وشعر ،،، بأطيب الالحان والطرب ،، فهل رأيته يا نهر ؟؟؟
فأجاب النهر : نعم يا فتاة الامل ؟؟؟
فقلت: يا نهر أستحلفك إن رأيته أعطيه الخبر ،،، بانه حبيبي وكل العمر ،،، فهل يسمع ندائي المستمر .
وقلبي تعلق فيه طول الدهر ،،، وأن حبه غزا قلبي وبه أستقر ،، فلا أعلم يا نهر .
هل ستصل رسالتي عبر الممر .. ؟؟؟
بين خرير وهدير ذاك السحر .. ؟؟؟