أهل النفاق

موضوع: أهل النفاق الخميس يناير 29, 2009 1:03 am

أهل النفاق
يقول شيخنا توفيق الحكيم الكاتب الجليل على لسان حماره:
ما الفرق بيننا نحن معشر الحمير وبينكم معشر الآدميين.. نحن نأكل الفول وأنتم تأكلون الفول، وإذا كنا نحن الحمير نحبه ممزوجاً بالتبن والنخالة، فأنتم معشر الآدميين تحبونه بالزيت أو الزبد، فتلك مسألة مزاج ويجب ألا نسميه فرقاً جوهرياً، إنما الفرق الجوهرى بيننا وبينكم هو أنكم مغرمون بالنفاق، ونحن لا نعرفه، وقد عللت نفسى ومنيتها بحلم جميل هو أن تتاح لى الفرصة أن أرجوك يوماً وأتوسل إليك أن تعلمنى النفاق. ويواصل توفيق الحكيم توجيه ضرباته للنفاق فى كتابه (شجرة الحكم السياسى فى مصر) «١٩١٩ - ١٩٧٩»
فينقل على لسان حماره قوله: (سمعت أن النفاق له قيمة كبرى فى الأسواق العالمية، وأن أجود أنواعه فى مصر، كما يوجد فيها أجود أنواع القطن)... إن الإسلام اعتبر النفاق أخطر من الكفر، وجعل المنافقين فى الدرك الأسفل من النار، ولعنهم الله وأعد لهم عذاباً مقيماً، قال الله تعالى: (إن المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم) (النساء: ١٤٢)..
وقال أيضاً: (المنافقون والمنافقات بعضهم من بعض يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف ويقبضون أيديهم نسوا الله فنسيهم) (التوبة: ٦٧) وقال تعالى أيضاً (إن المنافقين فى الدرك الأسفل من النار ولن تجد لهم نصيراً) (النساء: ١٤٥) .. فإياكم من المتزحلقين إلى أعلى بالفهلوة والفذلكة والنفاق على طريقة (الغاية تبرر الوسيلة)!!
وداعاً جورج بوش
ترك جورج دبليو بوش رئاسة الولايات المتحدة والبيت الأبيض وذهب بعد إنجازات لم يسبقه إليها أحد، فقد دمر الاقتصاد الأمريكى، وقطع
جسور العلاقات الدولية، وداس سمعة الولايات المتحدة الأمريكية، ودمر العراق، وخرب أفغانستان، وأفسد الماء والهواء، وأسال الدماء
وسجن الأبرياء، ورمل النساء، ويتم الأطفال وأذل الضعفاء، وخذل الأوفياء وأطاع الأغبياء، وتنبأ بأن الجيش الأمريكى سوف يستقبل
بالورود والبسمات، فإذا هو يستقبل باللعنات، وأصيب جنوده بمرض الوسواس القهرى وانفصام الشخصية والهذيان، والتشوهات الجسمية
من قطع الأيادى وبتر الأقدام،
الآن رحل الرئيس بوش ونسأل الله له طول العمر ليرى بنفسه ثمار إنجازاته، ونتائج فتوحاته ويتذوق حلاوة أعماله.. وعزاء بوش
السمعة الحسنة والذكر الجميل والحب الذى زرعه فى القلوب، وأقترح أن يبنى له نصب تذكارى فى كل من جوانتانامو وأبوغريب
وتورابورا وغزة، وتقام له سرادقات العزاء على امتداد الأرض المحتلة فى فلسطين التى وعدها بدولة مستقلة وكما عودنا أخل بوعده!
ووداعا بوش الكبير والصغير وننتهز هذه المناسبة السعيدة كى نرفع لك اسمى آيات الشكر باسم القومية العربية من المحيط إلى الخليج..
أمة واحدة ذات رسالة خالدة.. لكنها جامدة خامدة هامدة، ونشكرك باسم قتلى الرافدين وشيوخ أفغانستان وعجائز فلسطين وأطفال غزة،
كما نرسل لك أرفع آيات الاعتراف بالجميل، فقد ساعدت فى تشتيت الجيش الأمريكى وتبديد الثروة وتضييع الطاقة وغرس الهزيمة
النفسية فى قلوب شعبك، كما نقدم لك باقات من أشواك الورد بقدر القنابل العنقودية التى ألقيتها على الفلوجة والبصرة وقندهار، ورشات
الورد بقدر الغازات السامة التى نثرتها فى الخليج وكابول،
وباسم كل طفل معاق وطفلة مشوهة وشاب مقعد وشيخ ضعيف وعجوز كسيرة كنت سبباً فى شقائهم وتعاستهم، وباسم كل يتيم ومشرد
ومضطهد ومسجون، ونتمنى لك أياماً حمراء كنار جهنم، تتلذذ فيها بالنظر إلى الأجساد الممزقة والوجوه المحترقة لضحاياك فى مشارق
الأرض ومغاربها، الآن نودعك جورج بوش وعزاؤنا فى فراقك أن أوباما تبوأ البيت الأبيض مكانك،
ودعاء منا لك بظاهر الغيب أن يعطيك المولى على قدر عطائك للإنسانية كلها ولك فى القلوب ذكرى هزيلة لن ننساها لك، وتاريخ دام
يبقى لك أبد الدهر، والآن مت متى شئت ، فالموت أستر لك، والقبر أجدر بك!